قصة حب أندلسية- عتاب ابن زيدون وولادة في ذاكرة الخلود
المؤلف: نجيب يماني09.19.2025

يا أبا الوليد، مضت دهور طويلة، تجاوزت العشرة قرون – تلك التي نحسبها بأيام فوالت قليلة أو تزيد – منذ أن رحلت. اليوم أسعى إليك، إلى مرقدك في إشبيلية، رحلة تغمرني فيها الهواجس المتضاربة، تأخذني يمنة ويسرة. تجتمع أفكاري وتتشتت، تشعر بالوحشة ثم بالألفة، تؤمن بشيء وتنكره في آن واحد؛ خليط من المتناقضات، ومزيج من المشاعر أثارتها سيرتك، يا ابن زيدون، في أعماق فكري منذ ولادتك في قرطبة عام 394 هـ، الموافق 1003 م، حتى رحيلك في غرة رجب عام 463 هـ، الذي يوافقه الخامس من أبريل عام 1071 م. لا أحاسبك على عمرك، ولا على المدة التي قضيتها، يكفيني أن أتذكر مذهبك الذي رثيت به الدنيا قبل رحيلك بتلك الأبيات الخالدة:
ما لي وَلِلدُنيا غُرِرتُ مِنَ المُنى
فيها بِبارِقَةِ السَرابِ الخادِعِ
ما إِن أَزالُ أَرومُ شُهدَةَ عاسِلٍ
أُحمى مُجاجَتَها بِإِبرَةِ لاسِعِ
مَن مُبلِغٌ عَنّي البِلادَ إِذا نَبَت
أَن لَستُ لِلنَّفسِ الأَلوفِ بِباخِعِ
أَمّا الهَوانُ فَصُنتُ عَنهُ صَفحَةً
أَغشى بِها حَدَّ الزَمانِ الشارِعِ
إني قادم إليك اليوم، ولكن قلبي يئنُّ باللوم والعتاب. كيف لم يحفظ لك الزمن من تجارب السياسة، ودهاليز الحكم، والسلطان والوزارة، سوى لقب عابر، وإنجاز لم يسلم من النزاعات والمكائد؟! وما الذي تبقى لك في ذاكرة الأيام إلا قصة حبٍّ استوطنت الخواطر، وأضحت مصدر إلهام، ومنبع حنين وشجن، وأجمل ما فيها أنها جمعت بين أديب وشاعرة، ففاضت صفحات الأدب بجميل المعاني، ورقيق الشعر، ومشاعر جياشة، تتدفق من خمرة العشق المهلك.
وهنا يكمن عتبي، الذي يشتعل غضبًا منك، واستياءً من تلك الحماقة والغباء اللذين ارتكبتهما، فألحقت الأذى والجراح، وبددت كل ما صنعت من روائع، وحبكت من نفائس!
لا تعقد حاجبيك استغرابًا من تحت قبرك، لستُ متعجلًا في عتابي، لكنني بحاجة لأن أسافر معك إلى قرطبة، مهد ولادة بنت المستكفي، فكل ما قبلها كان مقدمة، وكل ما بعدها أصبح ندمًا. تأمل بدايتك الزاهية، وكيف كانت مفعمة بالنداوة، والرقة، والغبطة، وأنت تخاطبها:
إِلَيكِ مِنَ الأَنامِ غَدا ارتِياحي
وَأَنتِ عَلى الزَمانِ مَدى اقتِراحي
وَما اعتَرَضَت هُمومُ النَّفسِ إِلّا
وَمِن ذِكراكِ رَيحاني وَراحي
فَدَيتُكِ إِنَّ صَبري عَنكِ صَبري
لَدى عَطَشي عَلى الماءِ القَراحِ
وَلي أَمَلٌ لَوِ الواشونَ كَفّوا
لَأَطلَعَ غَرسُهُ ثَمَرَ النَجاحِ
وَأَعجَبُ كَيفَ يَغلِبُني عَدُوٌّ
رِضاكِ عَلَيهِ مِن أَمضى سِلاحِ
وَلَمّا أَن جَلَتكِ لِيَ اِختِلاسًا
أَكُفُّ الدَهرِ لِلحَينِ المُتاحِ
رَأَيتُ الشَمسَ تَطلُعُ مِن نِقابٍ
وَغُصنَ البانِ يَرفُلُ في وِشاحِ
هل كان ذلك، يا ابن زيدون، استجابة لدعوتها التي صاغتها لك شعرًا، وتضمنت موعدًا حين يغفل الرقيب، ويلين الحبيب؟ ما وجدت دعوة لعاشق مثلها قط، فقد صدقت فيها إحساسًا، وتفتحت جوانبها شغفًا، حين خطت لك على جناح الشوق اللهيف:
تَرقّبْ إذا جنَّ الظَّلامُ زيارتِي
فإنّي رأيتُ الليلَ أكتمَ للسرِّ
وبِي منكَ ما لو كانَ للبدرِ لَمْ يُنرِ
وباللّيلِ لمْ يُظلمْ وبالنّجمِ لم يُسْرِ
صدقت حين أخلصت لك ودّها، فماذا دهاك حتى استبدت الغيرة بقلبك، وأحرقت جمال إحساسك، ورونق مشاعرك؟! هل أزعجك منها أنها كتبت مازحة على طرف ثوبها، متبخترة في مجلسها العامر المزدان:
أنا والله أصلحُ للمعالِي
وأمْشِي مشيتِي وأتيهُ تِيْها
وأُمكنُّ عاشقِي مِن صحنِ خدِّي
وأُعطِي قُبْلتِي مَنْ يَشتهِيها
أكانت في تلك اللحظة تغمز للوزير ابن عبدوس؟ أم أنها كانت تشعل نار العشق بداخلك بلهيب الغيرة المتوقد؟
أكان يجدر بك أن تكشف الستر، وتفضح السر بتلك الطريقة الفظة التي لم نعهدها عنك؟!
هل بلغ بك أقوال الوشاة والحاسدين مبلغ التصديق بخيانتها، فيدفعك الغضب إلى أن تحولها إلى "أكلة شهية"، وتتهم خصمك بأنه "فأر"؟! أنظر ماذا كتبت، يا رجل، في حق "ولادة" الحبيبة:
أَكرِم بِوَلّادَةٍ ذُخرًا لِمُدَّخِرٍ
لَو فَرَّقَت بَينَ بَيطارٍ وَعَطّارِ
قالوا «أَبوعامِرٍ» أَضحى يُلِمُّ بِها
قُلتُ الفَراشَةُ قَد تَدنو مِنَ النارِ
عَيَّرتُمونا بِأَن قَد صارَ يَخلُفُنا
فيمَن نُحِبُّ وَما في ذاكَ مِن عارِ
أَكلٌ شَهِيٌّ أَصَبنا مِن أَطايِبِهِ
بَعضًا وَبَعضًا صَفَحنا عَنهُ لِلفارِ
أكنت تتوقع أن تسامحك وقد حولتها إلى امرأة ساقطة، ولوثت رداء العفاف، وانتهكت حصنًا شامخًا، وعهدًا وثيقًا لا ينقض؟!
ألم يكن الأجدر بك أن تفهم معنى مجلسها العامر، وحضور الأدباء والندماء فيه؟ لقد أسكتت من طالبها بتنفيذ وعدها الماجن بـ "القبلة"، فما زادت على أن طمأنت غيرتك بكلمات بليغة، مستشهدة بقول عروة بن أذينة:
بيضٌ نَواعِمُ ما هَمَمنَ بِريبَةٍ
كَظِباءِ مَكَّةَ صَيدُهُنَّ حَرامُ
يُحسَبنَ مِن لينِ الكَلامِ زَوانِيا
وَيَصُدُّهُنَّ عَن الخَنا الإِسلامُ
لكنك بالغت، ومددت يدك بالضرب، وخططت رسالة قبيحة على لسانها بحق "ابن عبدوس"، فسببت لها الألم والجرح، والإهانة. وما نفعك اعتذارك المتأخر:
لَحا اللَهُ يَومًا لَستُ فيهِ بِمُلتَقِ
مُحَيّاكِ مِن أَجلِ النَوى وَالتَفَرُّقِ
وَكَيفَ يَطيبُ العَيشُ دونَ مَسَرَّةٍ
وَأَيُّ سُرورٍ لِلكَئيبِ المُؤَرَّقِ
وَما ضَرَبَت عُتبى لِذَنبٍ أَتَت بِهِ
وَلَكِنَّما وَلّادَةٌ تَشتَهي ضَربي
فَقامَت تَجُرُّ الذَيلَ عاثِرَةً بِهِ
وَتَمسَحُ طَلَّ الدَمعِ بِالعَنَمِ الرَطبِ
أهذا اعتذار أم استخفاف بما فعلت؟ لم تزد على أن جعلتها "مازوخية" تستلذ الإيذاء بالضرب!
فيا ليتك فهمت في تلك اللحظة، أو تذكرت قول عباس بن الأحنف في معرض المداعبة:
أَتَأذَنونَ لِصَبٍّ في زِيارَتِكُم
فَعِندَكُم شَهَواتُ السَمعِ وَالبَصَر
لا يُضمِرُ السوءَ إِن طالَ الجُلوسُ بِهِ
عَفُّ الضَميرِ وَلَكِن فاسِقُ النَظَرِ
لو أدركت مقاصده لعلمت أن كل الجالسين في حضرتها "عفيفو الضمير، ولكن فاسقو النظر"، وحدك سكنت القلب وتربعت فيه، ونلت من الحب ما لم ينله غيرك. أرأيت أي ذنب ارتكبت، وأي بخل اقترفت، وفي أي جحيم تركت "ولادة" من بعدك! لقد تعذبت لرحيلك إلى إشبيلية، وازداد عذابها بعدما عاشت بعدك عقدين من الزمان، حتى أذن رحيلها في عام 1091 م، في قرطبة البعيدة. في أي جحيم عاشت هذين العقدين، وقد طويت عنها صفحات الذكر، وانقطعت عن الناس، واختارت الوحدة والوحشة!؟
في قلبي عتب شديد عليك يا ابن زيدون.. لوم شخصي، لم يخففه بعد بديع شعرك الرائع في حقها، واحتفاء المعجبين بقولك:
أضحى التنائي بديلًا عن تدانينا
ونابَ عن طيبِ لقيانا تجافينا !
ما لي وَلِلدُنيا غُرِرتُ مِنَ المُنى
فيها بِبارِقَةِ السَرابِ الخادِعِ
ما إِن أَزالُ أَرومُ شُهدَةَ عاسِلٍ
أُحمى مُجاجَتَها بِإِبرَةِ لاسِعِ
مَن مُبلِغٌ عَنّي البِلادَ إِذا نَبَت
أَن لَستُ لِلنَّفسِ الأَلوفِ بِباخِعِ
أَمّا الهَوانُ فَصُنتُ عَنهُ صَفحَةً
أَغشى بِها حَدَّ الزَمانِ الشارِعِ
إني قادم إليك اليوم، ولكن قلبي يئنُّ باللوم والعتاب. كيف لم يحفظ لك الزمن من تجارب السياسة، ودهاليز الحكم، والسلطان والوزارة، سوى لقب عابر، وإنجاز لم يسلم من النزاعات والمكائد؟! وما الذي تبقى لك في ذاكرة الأيام إلا قصة حبٍّ استوطنت الخواطر، وأضحت مصدر إلهام، ومنبع حنين وشجن، وأجمل ما فيها أنها جمعت بين أديب وشاعرة، ففاضت صفحات الأدب بجميل المعاني، ورقيق الشعر، ومشاعر جياشة، تتدفق من خمرة العشق المهلك.
وهنا يكمن عتبي، الذي يشتعل غضبًا منك، واستياءً من تلك الحماقة والغباء اللذين ارتكبتهما، فألحقت الأذى والجراح، وبددت كل ما صنعت من روائع، وحبكت من نفائس!
لا تعقد حاجبيك استغرابًا من تحت قبرك، لستُ متعجلًا في عتابي، لكنني بحاجة لأن أسافر معك إلى قرطبة، مهد ولادة بنت المستكفي، فكل ما قبلها كان مقدمة، وكل ما بعدها أصبح ندمًا. تأمل بدايتك الزاهية، وكيف كانت مفعمة بالنداوة، والرقة، والغبطة، وأنت تخاطبها:
إِلَيكِ مِنَ الأَنامِ غَدا ارتِياحي
وَأَنتِ عَلى الزَمانِ مَدى اقتِراحي
وَما اعتَرَضَت هُمومُ النَّفسِ إِلّا
وَمِن ذِكراكِ رَيحاني وَراحي
فَدَيتُكِ إِنَّ صَبري عَنكِ صَبري
لَدى عَطَشي عَلى الماءِ القَراحِ
وَلي أَمَلٌ لَوِ الواشونَ كَفّوا
لَأَطلَعَ غَرسُهُ ثَمَرَ النَجاحِ
وَأَعجَبُ كَيفَ يَغلِبُني عَدُوٌّ
رِضاكِ عَلَيهِ مِن أَمضى سِلاحِ
وَلَمّا أَن جَلَتكِ لِيَ اِختِلاسًا
أَكُفُّ الدَهرِ لِلحَينِ المُتاحِ
رَأَيتُ الشَمسَ تَطلُعُ مِن نِقابٍ
وَغُصنَ البانِ يَرفُلُ في وِشاحِ
هل كان ذلك، يا ابن زيدون، استجابة لدعوتها التي صاغتها لك شعرًا، وتضمنت موعدًا حين يغفل الرقيب، ويلين الحبيب؟ ما وجدت دعوة لعاشق مثلها قط، فقد صدقت فيها إحساسًا، وتفتحت جوانبها شغفًا، حين خطت لك على جناح الشوق اللهيف:
تَرقّبْ إذا جنَّ الظَّلامُ زيارتِي
فإنّي رأيتُ الليلَ أكتمَ للسرِّ
وبِي منكَ ما لو كانَ للبدرِ لَمْ يُنرِ
وباللّيلِ لمْ يُظلمْ وبالنّجمِ لم يُسْرِ
صدقت حين أخلصت لك ودّها، فماذا دهاك حتى استبدت الغيرة بقلبك، وأحرقت جمال إحساسك، ورونق مشاعرك؟! هل أزعجك منها أنها كتبت مازحة على طرف ثوبها، متبخترة في مجلسها العامر المزدان:
أنا والله أصلحُ للمعالِي
وأمْشِي مشيتِي وأتيهُ تِيْها
وأُمكنُّ عاشقِي مِن صحنِ خدِّي
وأُعطِي قُبْلتِي مَنْ يَشتهِيها
أكانت في تلك اللحظة تغمز للوزير ابن عبدوس؟ أم أنها كانت تشعل نار العشق بداخلك بلهيب الغيرة المتوقد؟
أكان يجدر بك أن تكشف الستر، وتفضح السر بتلك الطريقة الفظة التي لم نعهدها عنك؟!
هل بلغ بك أقوال الوشاة والحاسدين مبلغ التصديق بخيانتها، فيدفعك الغضب إلى أن تحولها إلى "أكلة شهية"، وتتهم خصمك بأنه "فأر"؟! أنظر ماذا كتبت، يا رجل، في حق "ولادة" الحبيبة:
أَكرِم بِوَلّادَةٍ ذُخرًا لِمُدَّخِرٍ
لَو فَرَّقَت بَينَ بَيطارٍ وَعَطّارِ
قالوا «أَبوعامِرٍ» أَضحى يُلِمُّ بِها
قُلتُ الفَراشَةُ قَد تَدنو مِنَ النارِ
عَيَّرتُمونا بِأَن قَد صارَ يَخلُفُنا
فيمَن نُحِبُّ وَما في ذاكَ مِن عارِ
أَكلٌ شَهِيٌّ أَصَبنا مِن أَطايِبِهِ
بَعضًا وَبَعضًا صَفَحنا عَنهُ لِلفارِ
أكنت تتوقع أن تسامحك وقد حولتها إلى امرأة ساقطة، ولوثت رداء العفاف، وانتهكت حصنًا شامخًا، وعهدًا وثيقًا لا ينقض؟!
ألم يكن الأجدر بك أن تفهم معنى مجلسها العامر، وحضور الأدباء والندماء فيه؟ لقد أسكتت من طالبها بتنفيذ وعدها الماجن بـ "القبلة"، فما زادت على أن طمأنت غيرتك بكلمات بليغة، مستشهدة بقول عروة بن أذينة:
بيضٌ نَواعِمُ ما هَمَمنَ بِريبَةٍ
كَظِباءِ مَكَّةَ صَيدُهُنَّ حَرامُ
يُحسَبنَ مِن لينِ الكَلامِ زَوانِيا
وَيَصُدُّهُنَّ عَن الخَنا الإِسلامُ
لكنك بالغت، ومددت يدك بالضرب، وخططت رسالة قبيحة على لسانها بحق "ابن عبدوس"، فسببت لها الألم والجرح، والإهانة. وما نفعك اعتذارك المتأخر:
لَحا اللَهُ يَومًا لَستُ فيهِ بِمُلتَقِ
مُحَيّاكِ مِن أَجلِ النَوى وَالتَفَرُّقِ
وَكَيفَ يَطيبُ العَيشُ دونَ مَسَرَّةٍ
وَأَيُّ سُرورٍ لِلكَئيبِ المُؤَرَّقِ
وَما ضَرَبَت عُتبى لِذَنبٍ أَتَت بِهِ
وَلَكِنَّما وَلّادَةٌ تَشتَهي ضَربي
فَقامَت تَجُرُّ الذَيلَ عاثِرَةً بِهِ
وَتَمسَحُ طَلَّ الدَمعِ بِالعَنَمِ الرَطبِ
أهذا اعتذار أم استخفاف بما فعلت؟ لم تزد على أن جعلتها "مازوخية" تستلذ الإيذاء بالضرب!
فيا ليتك فهمت في تلك اللحظة، أو تذكرت قول عباس بن الأحنف في معرض المداعبة:
أَتَأذَنونَ لِصَبٍّ في زِيارَتِكُم
فَعِندَكُم شَهَواتُ السَمعِ وَالبَصَر
لا يُضمِرُ السوءَ إِن طالَ الجُلوسُ بِهِ
عَفُّ الضَميرِ وَلَكِن فاسِقُ النَظَرِ
لو أدركت مقاصده لعلمت أن كل الجالسين في حضرتها "عفيفو الضمير، ولكن فاسقو النظر"، وحدك سكنت القلب وتربعت فيه، ونلت من الحب ما لم ينله غيرك. أرأيت أي ذنب ارتكبت، وأي بخل اقترفت، وفي أي جحيم تركت "ولادة" من بعدك! لقد تعذبت لرحيلك إلى إشبيلية، وازداد عذابها بعدما عاشت بعدك عقدين من الزمان، حتى أذن رحيلها في عام 1091 م، في قرطبة البعيدة. في أي جحيم عاشت هذين العقدين، وقد طويت عنها صفحات الذكر، وانقطعت عن الناس، واختارت الوحدة والوحشة!؟
في قلبي عتب شديد عليك يا ابن زيدون.. لوم شخصي، لم يخففه بعد بديع شعرك الرائع في حقها، واحتفاء المعجبين بقولك:
أضحى التنائي بديلًا عن تدانينا
ونابَ عن طيبِ لقيانا تجافينا !
